- عزمي : أن أقهر أهل الكفر جميعاً بجنودي جند الله .
- وتفكيري : منصب على الفتح على النصر على الفوز بلطف الله .
- جهادي : بالنفس وبالمال فماذا في الدنيا بعد الامتثال لأمر الله .
- وأشواقي : الغزو مئات الآلاف من الموات لوجه الله .
- رجائي : في نصر الله وسمو الدولة على أعداء الله .
العلم : فلقد نشأ الفاتح على حب العلم والعلماء وخضع منذ صغره لنظام تربوي علمي متكامل فتعلم القرآن والحديث والفقه والعلوم العصرية وكانت يكتب الشعر بالتركية , وبرع في علم الفلك وكان يشرف بنفسه على صناعة المدافع ويجربها بنفسه وهذه الصفة جعلته يجل ويحترم العلماء ويجعلهم خاصته ومستشاريه , وأكبر دليل على علمه وذكائه الوقاد ما فعله أثناء حصار القسطنطينية عندما نقل سفن الأسطول العثماني على ألواح خشب ضخمة مدهونة بالزيت والشحم وذلك لمسافة ثلاثة كيلو مترات على أرض اليابسة في فكرة عبقرية تدل على سعة علمه وذكاهء الفذ .
العزيمة والإصرار : وهذا يتضح جلياً من إصراره لفتح القسطنطينية رغم المتاعب الجمة التي لاقها أثناء ذلك ومما يؤثر عنه أنه لما جاءه رفض قسطنطين بتسليم المدينة قال كلمته الشهيرة 'حسناً عن قريب سيكون لي في القسطنطينية عرش أو يكون لي فيها قبر' وعندما استطاع البيزنطيون أن يحرقوا القلعة الخشبية الضخمة المتحركة كان رده 'غداً نصنع أربعاً أخرى' وكان من شدة حزمه أنه كلما ظهر تقصيراً أو تكاسل من قواده فأنه كان يعزله فوراً كما فعل مع قائد أسطوله بالطه أوغلي عند حصاره للقسطنطينية وقال له 'إما أن تستولي على هذه السفن وإمام أن تغرقها وإذا لم توفق في ذلك فلا ترجع إلينا' .
وكان من عزمه أن يواصل الغزو والفتح حتى يفتح إيطاليا ويربط حصانه بكنيسة القديس بولس 'الفاتيكان' ويعلف الشعير في مذبح الكنيسة لحصانه ومات وهو خارج للجهاد لفتح إيطاليا .
الشجاعة : كان رحمة الله يخوض المعارك بنفسه ويقاتل الأعداء بسيفه وفي إحدى المعارك في بلاد البلقان تعرض الجيش العثماني لكمية من قبل زعيم البوغدان 'جنوب رومانيا' استفان حيث تخفى مع جيشه خلف الأشجار الكثيفة المتلاصقة وبينما المسلمون بجانب تلك الأشجار انهمرت عليهم نيران المدافع الشديدة من بين الأشجار وانبطح الجنود على وجوههم وكاد الاضطراب يسود صفوف الجيش لولا أن سارع محمد الفاتح وتباعد عن مرمى المدافع وعنف رئيس الإنكشارية محمد الطرابزوني على تخاذل جنده ثم صاح فيه 'أيها الغزاة المجاهدون كونوا جند الله ولتكن فيكم الحمية الإسلامية ' وأمسك بالترس واستل سيفه وركض بحصانه واندفع به إلى الأمام لا يلوي على شئ وألهب بذلك نار الحماس في جنده فانطلقوا وراءه واقتحموا الغابة على من فيها ونشب بين الأشجار قتال عنيف بالسيوف استمر من الضحى إلى الأصيل .
وصية القائد الرباني محمد الفاتح لابنه :
هذه الوصية قالها الفاتح لابنه وهو على فراش الموت والتي تعبر أصدق التعبير عن منهجه في القيادة والحكم بعد حياة حافلة في سدة الحكم لأكثر من ثلاثين سنة وتعبر عن قيمه ومبادئه التي آمن بها والتي يتمنى من خلفائه من بعده أن يسروا عليها والتي تحتوي على صيانة الدين وحراسة الأمة وصناعة الحياة في توازن فريد لا يكون إلا في دين الإسلام وقادته الربانيين 'كن عادلاً صالحاً رحيماً وابسط على الرعية حمايتك بدون تمييز واعمل على نشر الدين الإسلامي فإن هذا هو واجب الملوك على الأرض , قدم الاهتمام بأمر الدين على كل شئ ولا تفتر في المواظبة عليه ولا تستخدم الأشخاص الذين لا يهتمون بأمر الدين ولا يجتنبون الكبائر وينغمسون في الفحش وجانب البدع المفسدة وباعد الذين يحرضونك عليها , وسع رقعة البلاد بالجهاد , احرس أموال بيت المال من أن تتبدد وإياك أن تمد يدك إلى مال أحد من رعيتك إلا بحق الإسلام واضمن للمعوزين قوتهم وإندل إكرامك للمستحقين , وبما أن العلماء هم بمثابة القوة المثبوتة في جسم الدولة فعظم جانبهم وشجعهم وإذا سمعت بأحد منهم في بلد آخر فاستقدمه إليك وأكرمه بالمال حذار حذار لا يغرنك المال ولا الجند وإياك أن تبعد أهل الشريعة عن بابك وإياك أن تميل إلى أي عمل يخالف أحكام الشريعة فإن الدين غايتنا والهداية منهجنا وبذلك انتصرنا ' .
وهكذا تكون حياة القادة الربانيين وهكذا تكون وصاياهم وحرصهم على دين الله عز وجل حتى بعد مماتهم , ولقد توفى رحمه الله في 4 ربيع أول سنة 886هـ وهو خارج للجهاد في سبيل الله واسمع شهادة كبير مؤرخي زمانه عبد الحي بن العماد الحنبلي في كتابه شذرات الذهب 'كان من أعظم سلاطين بني عثمان وهو الملك الضليل الفاضل النبيل العظيم الجليل أعظم الملوك جهاداً وأقواهم إقداماً واجتهاداً وأثبتهم جأشاً وقواداً وأكثره توكلاً على الله واعتماداً , وله مناقب جميلة ومزايا فاضلة جليلة وآثار باقية ومآثر لا يمحوها تعاقب السنين وغزوات كسر بها أصلاب الصلبان والأصنام من أعظمها فتح القسطنطينية الكبرى